تعرّف على إجراءات الطلاق في السعودية خطوة بخطوة وكيفية تقديم طلب الطلاق إلكترونيًا عبر ناجز، مع شرح حقوق الزوجين بعد الطلاق في الحضانة والنفقة لضمان طلاق عادل.
الطلاق هو مرحلة صعبة قد يمر بها أي زوجين، ومن المهم معرفة الإجراءات النظامية لضمان حفظ حقوق كل من الزوج والزوجة. في المملكة العربية السعودية، تم وضع أنظمة واضحة لإجراءات الطلاق بهدف تنظيم العملية وحماية حقوق الطرفين. سواء كنتَ الزوج أم الزوجة وتتساءل “كيف أطلق؟” فإن هذا الدليل الشامل سيساعدك على فهم خطوات رفع دعوى الطلاق وتوثيقها، بالإضافة إلى توضيح حقوق كل طرف بعد انتهاء العلاقة الزوجية من حيث حضانة الأطفال والنفقة والحقوق المالية. سنستعرض فيما يلي كل ما تحتاج معرفته حول إجراءات الطلاق في السعودية وفقًا للأنظمة المعتمدة.
خطوات رفع دعوى الطلاق في السعودية
في حال تعذّر استمرار الحياة الزوجية ورغِب أحد الأطراف في الطلاق، يمكن رفع دعوى طلاق أمام المحكمة المختصة (محكمة الأحوال الشخصية). إليك خطوات تقديم دعوى الطلاق بالتفصيل:
- إعداد صحيفة الدعوى: أول خطوة هي كتابة صحيفة دعوى الطلاق متضمنةً معلومات الزوجين (الاسم الكامل، رقم الهوية، العنوان) وبيانات عقد النكاح وتاريخ الزواج، مع ذكر أسباب طلب الطلاق والطلبات المرجوّة (مثل طلب التطليق وحصول الزوجة على حقوقها). يجب أن تكون صحيفة الدعوى واضحة وتستند إلى أسباب مشروعة كحدوث ضرر جسيم أو خلافات مستعصية أو امتناع عن الإنفاق.
- تقديم الدعوى إلكترونيًا عبر ناجز: بعد تجهيز صحيفة الدعوى، يمكن تقديمها للمحكمة إلكترونيًا عن طريق منصة ناجز التابعة لوزارة العدل. يقوم مُقدّم الدعوى (الزوج أو الزوجة) بتسجيل الدخول على منصة ناجز واختيار خدمة صحيفة الدعوى ثم إنشاء طلب جديد. ينبغي إدخال التصنيف الرئيسي للدعوى (أحوال شخصية) ثم التصنيف الفرعي (دعاوى الفرقة والنكاح)، ثم اختيار نوع الدعوى المناسب مثل: فسخ نكاح أو خلع أو إثبات طلاق. بعد ذلك يتم تعبئة بيانات الدعوى المطلوبة، بما في ذلك معلومات الزوجين، تاريخ عقد النكاح، مقدار المهر، محل إقامة الزوجة وغيرها، ثم يُرسَل الطلب إلكترونيًا إلى المحكمة.
- تحديد موعد الجلسة الأولى: بعد تقديم الصحيفة عبر ناجز وقبولها، تقوم المحكمة بتحديد موعد للجلسة الأولى. سيتم إشعار كل من الزوج والزوجة بموعد الجلسة عبر رسالة نصية أو من خلال إشعارات منصة ناجز. غالبًا ما يُحال الطلب في البداية إلى قسم الإصلاح الأسري لمحاولة الصلح بين الزوجين برعاية مختصّين، حرصًا على تقريب وجهات النظر قبل المضي في إجراءات المحكمة الرسمية.
- جلسات المحكمة ومحاولة الصلح: في الجلسة الأولى يحضر الطرفان (أو وكلاؤهما) أمام القاضي. يبدأ القاضي أو المُصلح الأسري بمحاولة التوفيق والإصلاح بين الزوجين. إذا أصر أحد الطرفين على الطلاق وتعذّرت جهود الصلح، تستمر المحكمة في نظر القضية. قد يطلب القاضي من الزوجين تقديم البيّنات أو الشهادات إذا كانت هناك ادعاءات بالضرر أو التقصير من أحدهما.
- صدور حكم الطلاق: بعد استكمال الجلسات والإجراءات، يصدر القاضي حكمًا بفسخ عقد النكاح (الطلاق) متضمنًا جميع التفاصيل المتعلقة بالحقوق المترتبة على الطلاق، مثل حضانة الأطفال، النفقة، وتسليم المهر المؤجّل وغير ذلك. إذا كان الزوج هو المدعى عليه وتخلّف عن الحضور أو رفض الطلاق رغم ثبوت ما يوجب الفرقة، للمحكمة أن تُنهِي العقد حكمًا غيابيًا حفاظًا على حقوق الزوجة.
- مدة إنجاز الدعوى: قد يتساءل البعض عن المدة التي تستغرقها دعوى الطلاق في المحاكم. بشكل عام، تستغرق إجراءات الطلاق ما بين شهرين إلى ستة أشهر تقريبًا، وذلك حسب نوع القضية وظروفها ومدى تعاون الطرفين. القضايا التي يتم فيها الطلاق بالتراضي والتسويات السريعة قد تُنجز في مدة أقصر، بينما القضايا الخلافية التي تتطلب جلسات متعددة قد تصل إلى عدة شهور أو أكثر.
اقراء ايضا : أفضل محامي طلاق وحضانة؟ استشارة مجانية عبر استشارتي
توثيق الطلاق إلكترونيًا (الطلاق الإلكتروني)
أتاحت وزارة العدل خدمة توثيق الطلاق الإلكتروني لتسهيل وتسريع الإجراءات، خاصة في حالات الاتفاق المتبادل على إنهاء الزواج أو عند قيام الزوج بتطليق زوجته ورغبته في توثيق الطلاق رسميًا دون إقامة دعوى قضائية. يتم توثيق الطلاق عبر الخطوات التالية:
- تقديم طلب توثيق الطلاق: من خلال منصة ناجز، يختار الزوج (أو الزوجة في حالات معينة) خدمة توثيق الطلاق ضمن الخدمات الإلكترونية. يتطلب الطلب إدخال بيانات الزوجين وتفاصيل عقد الزواج، وتاريخ ومكان وقوع الطلاق، بالإضافة إلى إرفاق المستندات اللازمة مثل صورة من كرت العائلة (سجل الأسرة) لإثبات العلاقة الزوجية.
- معالجة الطلب وإشعار الزوجة: بعد تقديم طلب التوثيق، تقوم المحكمة أو الجهة المختصة بمراجعة البيانات والتأكد من صحتها. لا يشترط إرفاق عقد النكاح الأصلي لإتمام الطلب؛ يُكتفى بوجود سجل الأسرة لإثبات الزواج. عند اعتماد الطلب، تُصدر وثيقة طلاق إلكترونية رسمية. يتم إشعار الزوجة بطلاقها فورًا عبر رسالة نصيّة تحتوي على رقم وثيقة الطلاق واسم المحكمة التي أصدرتها، لضمان علمها بالحالة الاجتماعية الجديدة وحفظ حقوقها (هذا الإجراء أنهى ما كان يُعرف بالطلاق السري في الماضي).
- الحصول على صك الطلاق: بعد توثيق الواقعة، يمكن للزوجين تنزيل صك الطلاق (وثيقة الطلاق الرسمية) إلكترونيًا عبر منصة ناجز. تُعد هذه الوثيقة إثباتًا قانونيًا على إنهاء عقد الزواج، وتلزم لإتمام بعض الإجراءات اللاحقة مثل تحديث الحالة الاجتماعية في الأحوال المدنية أو إصدار سجل أسرة مستقل للمطلقة وأطفالها (إن وُجدوا).
الجدير بالذكر أن استخدام الخدمة الإلكترونية لتوثيق الطلاق يُغني عن حضور الزوجين شخصيًا إلى المحكمة في الحالات التي يكون فيها الطلاق وديًا ومتفقًا عليه، مما يوفّر الوقت والجهد. أما في حال وُجدت نزاعات حول أمور مصاحبة للطلاق (كالحضانة أو النفقة)، فغالبًا ما تُحال إلى المحكمة ضمن دعاوى مستقلة حتى بعد توثيق الطلاق رسميًا.
استشارة قانونية مجانية
يقدم تطبيق استشارتي استشارات مجانية تماما بالاضافة الى خدمات رفع صحف دعوى ورفع للتنفيذ وتحرير اللوائح مع محامين مرخصين من وزارة العدل .
حقوق الزوجة بعد الطلاق في السعودية
حرص النظام السعودي على ضمان حقوق الزوجة بعد الطلاق، وذلك بموجب أحكام نظام الأحوال الشخصية الجديد. فيما يلي أبرز حقوق المرأة المطلقة:
- الحصول على المهر المؤجّل (المؤخر): إذا نص عقد النكاح على مهر مقسّط أو مؤجَّل يدفع عند الطلاق، فللمطلقة حق المطالبة بهذا المبلغ. يلتزم الزوج بدفع مؤخر الصداق المحدد في العقد فور وقوع الطلاق كجزء من الحقوق المالية للزوجة.
- النفقة خلال العدة: المطلقة طلاقًا رجعيًا (أي في الطلقة الأولى أو الثانية) تبقى في فترة العدة لمدة حوالي ثلاثة أشهر، وخلالها تستحق السكن والنفقة من الزوج لأنها لا تزال في حكم الزوجة. أما في حالة الطلاق البائن (مثل الخلع أو الطلقة الثالثة)، فلا نفقة للمطلقة إلا إذا كانت حاملًا – فعندها تستحق النفقة إلى حين وضع الحمل.
- حق الحضانة ورعاية الأطفال: غالبًا ما تكون الأم الأحق بحضانة الأطفال الصغار بعد الطلاق، ما لم يوجد مانع شرعي أو عدم صلاحية لديها. وقد عززت الأنظمة الحديثة هذا الحق، إذ أصبحت للأم أولوية حضانة أطفالها حتى سن 15 عامًا، مع خيار للأطفال في البقاء مع الأم حتى سن 18 إذا رغبوا في ذلك. (سيأتي تفصيل موضوع الحضانة لاحقًا ضمن قسم مستقل.)
- تعويضات مالية إضافية: في بعض الحالات قد يحكم القاضي للزوجة بمبلغ تعويض (متعة) كتعويض معنوي ومادي عن ضرر الطلاق، وذلك تبعًا لملابسات القضية وظروفها. هذا التعويض غير محدد بمقدار ثابت في النظام، بل يخضع لتقدير القاضي واجتهاده لتحقيق العدالة.
- حقوق أخرى متنوعة: من حق المطلقة الاحتفاظ بكافة ممتلكاتها الشخصية ومجوهراتها والهدايا التي قُدِّمت لها أثناء الزواج (ما لم يثبت القضاء خلاف ذلك في نزاع بين الطرفين). كما يحق لها استخراج أوراق مدنية جديدة تعكس حالتها الاجتماعية (مثل بطاقة الأحوال المدنية بصفة “مطلّقة”) فور صدور صك الطلاق وانقضاء العدة.
جدير بالذكر أن النظام الحديث شدّد على إشعار الزوجة رسميًا بالطلاق فور وقوعه، ومنحها حق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بأي حقوق شرعية أو مالية يرفض الزوج الوفاء بها وديًا. وبذلك لم يعد ممكنًا أن ينهي الزوج العلاقة الزوجية دون علم زوجته أو دون الالتزام بتبعات الطلاق المقررة شرعًا ونظامًا.
اقراء ايضا : محتاج محامي يرد عليك مجانًا؟ هذه أقوى الطرق للحصول على استشارة في السعودية
حقوق الزوج بعد الطلاق في السعودية
على الرغم من أن التركيز عند الطلاق يكون غالبًا على حقوق المرأة، إلا أن الزوج (المطلِّق) له أيضًا حقوق والتزامات يضمنها له النظام بعد وقوع الطلاق:
- حق استرجاع المهر في حالة الخلع: إذا رفعت الزوجة دعوى خلع للطلاق مقابل افتداء نفسها بالمال ووافق القاضي على ذلك، فإن الزوج يستحق استعادة المهر الذي كان قد دفعه عند الزواج (أو المبلغ المتفق عليه بين الطرفين لإنهاء العقد). وقد حدّ النظام الجديد من التعويضات المطلوبة في الخلع بحيث لا تتجاوز قيمة المهر المقدم للزوجة، وذلك لتخفيف الكلفة المالية على الزوجة الراغبة بالخلع.
- استمرار ولاية الأب على أبنائه: يبقى الأب هو الولي الشرعي للأبناء القُصّر حتى بعد انفصاله عن أمهم. بمعنى أن له حق الولاية في الأمور الأساسية المتعلقة بأطفاله (كإصدار الوثائق الرسمية لهم، والموافقة على إجراءات معينة تخصهم كالسفر أو العلاج، وغير ذلك ضمن حدود القانون). ويحق للأب متابعة شؤون أطفاله التعليمية والصحية والتربوية بالتنسيق مع الأم الحاضنة وبعدم تجاوز مصلحة الأطفال.
- حق الزيارة والاستضافة: للأب المنفصل حق لقاء أطفاله بشكل منتظم وقضاء وقت معهم. في حال عدم توصل الوالدين إلى اتفاق ودي لتنظيم الزيارات، يمكن للأب اللجوء إلى المحكمة لإصدار حكم بحق الزيارة يحدد مواعيد دورية يلتزم بها الطرفان. المحاكم تراعي تهيئة مكان وزمان مناسب للزيارة بما لا يؤثر سلبًا على الأطفال، وعلى الأم الحاضنة احترام هذا الحق وتسليم الصغار للأب في الأوقات المحددة، كما يلتزم الأب بإعادتهم وفق الجدول الزمني المتفق عليه أو الذي تقرره المحكمة.
- عدم إلزام الزوج بنفقة مطلقته بعد العدة: تنتهي علاقة الزوجية رسميًا بانقضاء عدة الطلاق، وبالتالي يسقط أي التزام مالي على الزوج تجاه زوجته السابقة بعد تلك الفترة (إلا في حالات خاصة مثل حمل المطلقة حيث يلتزم الزوج بالإنفاق عليها حتى تضع حملها). لذا من حق الزوج ألا تُطالبه مطلقته بأي نفقة بعد العدة، وتنتقل مسؤوليته المادية لتتركز في نفقة أطفاله فحسب.
- تسوية الالتزامات المالية المشتركة: بعد الطلاق، تُفصل الذمم المالية لكل من الزوج والزوجة. فإذا وُجدت قروض أو التزامات مالية مشتركة خلال الزواج، يحق لأي منهما مطالبة الآخر بتسويتها أو تقسيمها بالعدل حسب الاتفاق أو حكم المحكمة. كما لا يُلزم أي من الطرفين بالإنفاق على الآخر أو مشاركته في دخلٍ أو ممتلكات بعد الطلاق، فكلٌ منهما استقل ماديًا عن الآخر.
باختصار، يُنهي الطلاق حقوق وواجبات الزواج بين الزوجين، لكنه لا يُعفي الأب من مسؤولياته تجاه أبنائه، كما لا يُسقط حقه في مشاركتهم حياتهم وتربيتهم عبر الزيارة والولاية الشرعية. في الوقت نفسه، تتمتع الأم المطلقة بحق حضانة صغارها ورعايتهم، ضمن إطار منظم يضمن مصلحة الأطفال أولًا.
استشارة قانونية مجانية
يقدم تطبيق استشارتي استشارات مجانية تماما بالاضافة الى خدمات رفع صحف دعوى ورفع للتنفيذ وتحرير اللوائح مع محامين مرخصين من وزارة العدل .
حضانة الأطفال بعد الطلاق
حضانة الأطفال من أكثر القضايا أهميةً عند انفصال الزوجين، حيث يحرص النظام على ضمان استقرار الأطفال نفسيًا ومعيشيًا. جاء نظام الأحوال الشخصية السعودي ليوضح أحكام الحضانة وفق الشريعة مع مراعاة مصلحة المحضون. فيما يلي أهم ملامح نظام الحضانة بعد الطلاق:
- الأولوية لحضانة الأم: بصورة عامة، تمنح حضانة الأطفال للأم بعد الطلاق، لا سيما إذا كانوا في سن الطفولة المبكرة، وذلك افتراضًا أن رعاية الأم هي الأنسب لهم. وقد رسّخ النظام الجديد هذا المبدأ، فأعطى الأم أولوية الحضانة حتى يبلغ الطفل سن 15 عامًا. بعد ذلك، يُخيَّر الابن أو الابنة ما بين الاستمرار مع الأم إلى سن 18 أو الانتقال لحضانة الأب، وفق ما يناسب مصلحته ورغبته.
- شروط الحاضن وصلاحيته: ينبغي أن يتصف الحاضن (سواء الأم أو الأب أو غيرهما) بالقدرة على تربية الطفل وصون مصالحه. تسقط الحضانة عن الحاضن إذا ثبتت عليه أمور جسيمة تضر بمصلحة المحضون (مثل الإهمال الشديد أو سوء السلوك أو عدم الأمانة). بالنسبة للأم الحاضنة، إذا تزوجت من شخص أجنبي عن الطفل أثناء فترة الحضانة، يسقط حقها نظريًا في الحضانة وينتقل للأب أو من يليه من أهله، إلا إذا قدّرت المحكمة خلاف ذلك مراعاةً لمصلحة الصغير. عمومًا، كل حالة تخضع لظروفها ويراعي القاضي فيها الأصلح للطفل.
- تنظيم الزيارة للطرف الآخر: كما ذكرنا، الطرف غير الحاضن (غالبًا الأب) له حق زيارة أطفاله. يتم تنظيم ذلك باتفاق بين الوالدين إن أمكن، أو من خلال حكم قضائي يحدد مواعيد الزيارة وفتراتها ومكانها. المحاكم اليوم تأخذ في الاعتبار التفاصيل العملية لضمان سلاسة تنفيذ الزيارة، مثل تسليم الطفل واستلامه في مكان آمن (كمراكز تُشرف عليها الوزارة) تفاديًا لأي احتكاك سلبي بين الوالدين. يلتزم الحاضن بتسهيل حق الزيارة، كما يلتزم الطرف الآخر بالمحافظة على الأطفال وإعادتهم في الوقت المحدد.
اقراء ايضا : محامي طلاق الرياض – قدم استشارتك مجاناً
- تغيير الحضانة ومصلحة الطفل: قد تتغير ترتيبات الحضانة إذا استجدت ظروف تؤثر على صالح المحضون. فمثلًا، إذا ثبت إهمال الحاضنة أو تعرض الطفل لسوء رعاية، يمكن طلب إسقاط الحضانة ونقلها للطرف الآخر. أيضًا إذا بلغ الصغير سنًا يفضل العيش مع الأب (كحالة صبي مراهق يحتاج تواجد قدوة ذكورية)، يمكن للمحكمة نقل الحضانة للأب بعد الاستماع لرغبة الابن والتأكد من كون ذلك في مصلحته. مصلحة الطفل هي المعيار الأول في قرارات الحضانة كافة.
- انتهاء سن الحضانة: ينتهي حق الحضانة تلقائيًا عندما يبلغ الطفل سن الرشد القانونية (18 عامًا)، حيث يُعتبر حينها مسؤولًا عن نفسه. ولكن كما ذكرنا أعلاه، يحق للطفل ابتداءً من سن 15 الاختيار بين البقاء مع الأم حتى 18 أو الانتقال للأب. بعد انتهاء مرحلة الحضانة، يبقى للأب حق الولاية على ولده البالغ غير المتزوج حتى بلوغه 18 عامًا وفق نظام الأحوال الشخصية، لكن لا تُعد هذه حضانة بمفهومها القانوني، بل تستمر علاقة الأب بابنه في إطار الولاية الشرعية والروابط الأسرية الطبيعية.
استشارة قانونية مجانية
يقدم تطبيق استشارتي استشارات مجانية تماما بالاضافة الى خدمات رفع صحف دعوى ورفع للتنفيذ وتحرير اللوائح مع محامين مرخصين من وزارة العدل .
النفقة بعد الطلاق
تُعرّف النفقة بأنها الالتزام المالي لتأمين متطلبات المعيشة من مسكن ومأكل وملبس وتعليم وعلاج لمن تجب عليه نفقتهم شرعًا. بعد وقوع الطلاق، تتوزع مسؤولية النفقة على النحو التالي:
- نفقة الأطفال: الأب ملتزمٌ بالإنفاق على أولاده بعد الطلاق، سواء كانوا بحضانته أم بحضانة أمهم. وتشمل نفقة الأبناء توفير المسكن الملائم لهم (أو دفع بدل السكن للحاضنة لتوفير مأوى للأطفال) إضافة إلى تكاليف المعيشة من غذاء وملبس وتعليم وعلاج وترفيه حسب الحاجة. يقدَّر مقدار النفقة إما باتفاق ودي بين الوالدين أو بحكم قضائي يُراعى فيه دخل الأب وحاجة الأطفال. علماً أن نفقة الأولاد حقٌ لهم لا يسقط بالتقادم، فللأم مطالبة الأب بها بأثر رجعي إذا امتنع عن دفعها في أي فترة.
- نفقة الزوجة أثناء العدة: الزوج مُلزمٌ بالإنفاق على زوجته خلال فترة العدة الشرعية في الطلاق الرجعي. وتشمل النفقة المسكن والمأكل والاحتياجات الأساسية طيلة الأشهر الثلاثة تقريبًا التي تلي الطلاق (أو حتى وضع الحمل إن كانت الزوجة حاملًا). أما في حالات الطلاق البائن أو بانتهاء العدة، فلا يلتزم الزوج بنفقة طليقته (إلا إذا وُجد اتفاق خاص بينهما خلاف ذلك).
- مستحقات الحاضنة: قد تحكم المحكمة بأحقية الحاضنة (غالبًا الأم) في أجرة حضانة أو أجرة رضاعة عند وجود أطفال رُضَّع، بما يعوّض جهدها في رعاية الطفل الصغير. هذه المبالغ تُقدر تبعًا لظروف كل حالة، وعادةً تُلزم المحكمة الأب بدفعها ضمن النفقة إذا كانت الأم قائمة برعاية الطفل بنفسها دون مقابل.
- متى تسقط النفقة؟ تستمر نفقة الأبناء واجبة على الأب حتى بلوغ الذكر سن البلوغ والقدرة على الكسب، وحتى زواج البنت أو حصولها على عمل يكفي لمؤونتها. بعض المحاكم قد تُلزم الأب بالنفقة على الابن حتى إكمال دراسته الجامعية (إذا كان متفوقًا وبحاجة للدعم)، وكذلك على البنت حتى ولو تجاوزت 18 عامًا ما دامت غير متزوجة ولا تملك مصدر دخل. أما نفقة الزوجة فتنتهي بانتهاء عدتها ما لم تكن حاملًا كما أسلفنا.
- الامتناع عن النفقة والمطالبة القضائية: إذا امتنع الأب عن أداء النفقة الواجبة بعد الطلاق، فللأم رفع دعوى نفقة مستقلة أمام المحكمة. تقوم المحكمة بإصدار حكم مُلزِم للأب بدفع النفقة المتراكمة والمستقبلية، ويمكن أن تتخذ إجراءات صارمة لضمان التنفيذ (مثل اقتطاع النفقة مباشرةً من راتب الأب أو عبر صندوق النفقة التابع لوزارة العدل). مؤخراً وفّرت الوزارة إمكانية صرف النفقة بشكل شهري منتظم للمستحِقّين عبر هذا الصندوق الحكومي ثم متابعة تحصيلها من المَدين، وذلك ضماناً لعدم تضرر الأطفال في حالة تساهُل المُنفِق أو مماطلته.
باختصار، تُعتبر نفقة الأطفال مسؤولية أساسية لا تسقط عن الأب بطلاقه لأمهم، فهي واجبة لضمان استمرار معيشة الأطفال بشكل كريم. وعلى الأم في المقابل إدارة نفقة أولادها بما يحقق مصلحتهم، ويمكنها اللجوء للقضاء عند أي تقصير لضمان حقوقهم المالية كاملةً.
❓ الأسئلة الشائعة حول الطلاق في السعودية
1. ما هي أول خطوة لطلب الطلاق في السعودية؟
تبدأ الإجراءات بكتابة صحيفة دعوى تحتوي على بيانات الزوجين، وتوضيح أسباب الطلاق والطلبات المطلوبة مثل النفقة والحضانة. بعد ذلك، تُقدّم الصحيفة إلكترونيًا عبر منصة “ناجز” التابعة لوزارة العدل من خلال خدمة “صحيفة دعوى”.
2. هل يمكن للزوجة رفع دعوى طلاق بنفسها؟
نعم، يحق للزوجة رفع دعوى طلاق في حال وجود ضرر أو استحالة استمرار الحياة الزوجية، مثل الإهمال، العنف، أو عدم النفقة. كما يمكنها طلب “الخلع” إذا لم يكن هناك ضرر ولكنها ترغب في الانفصال مقابل رد المهر.
3. كم تستغرق إجراءات الطلاق في المحكمة؟
غالبًا ما تستغرق القضية بين شهرين إلى ستة أشهر، حسب نوع القضية وتعقيدها، ومدى تعاون الطرفين. القضايا المتفق عليها أو التي لا تتضمن نزاعات كبيرة تُنجز في وقت أقصر.
4. هل يلزم حضور الزوج والزوجة في المحكمة؟
نعم، في أغلب الحالات يُشترط حضور الطرفين أو وكلائهما الشرعيين خلال الجلسات أمام القاضي. أما في حالة الطلاق الإلكتروني المتفق عليه، فيتم التوثيق دون الحاجة للحضور الفعلي للمحكمة.
5. ما الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن؟
الطلاق الرجعي يحدث في الطلقة الأولى أو الثانية، ويمكن للزوج مراجعة زوجته خلال العدة دون عقد جديد. أما الطلاق البائن (خلع أو الطلقة الثالثة)، فلا يمكن فيه الرجوع إلا بعقد ومهر جديد بعد انقضاء العدة.
6. هل تحصل الزوجة على مؤخر الصداق عند الطلاق؟
نعم، إذا كان مؤخر الصداق مثبتًا في عقد الزواج ولم يتم دفعه، فلها الحق الكامل في المطالبة به بعد الطلاق، ويُحكم به ضمن صك الطلاق كحق مالي واجب على الزوج.
7. هل يحق للأب حضانة أطفاله بعد الطلاق؟
عادةً تُمنح الحضانة للأم حتى سن 15 عامًا، وبعدها يُخير الطفل بالبقاء مع أحد والديه. ومع ذلك، يحق للأب التقدم بطلب نقل الحضانة إذا ثبت ضرر على الطفل أو عدم صلاحية الحاضنة.
8. كيف يتم توثيق الطلاق إلكترونيًا؟
يمكن توثيق الطلاق إلكترونيًا عبر منصة “ناجز” من خلال خدمة “توثيق طلاق”. يتم تعبئة البيانات المطلوبة، وإرفاق المستندات مثل سجل الأسرة، ويصدر صك الطلاق إلكترونيًا بعد مراجعة الطلب.
9. هل يمكن تقديم استئناف بعد حكم الطلاق؟
نعم، يحق لأي طرف استئناف حكم الطلاق خلال مدة محددة (غالبًا 30 يومًا). يتم تقديم طلب الاستئناف إلكترونيًا عبر ناجز، وتُعاد مراجعة القضية من قبل محكمة الاستئناف.
10. هل يحق للزوجة المطالبة بالنفقة بعد الطلاق؟
نعم، المطلقة تستحق النفقة خلال فترة العدة إذا كان الطلاق رجعيًا، وتستحق أيضًا نفقة الأولاد، وأجرة الحضانة والرضاعة إن كانت مسؤولة عن رعايتهم. يمكن المطالبة بها وديًا أو عبر القضاء.
نزّل تطبيق استشارتي واستشر مجانًا الآن!
استفد من استشارات قانونية مجانية وسريعة عبر تطبيق استشارتي الذي يضم نخبة من المحامين السعوديين المتخصصين. يتيح لك التطبيق الحصول على المشورة القانونية الدقيقة لحالتك بكل خصوصية وسهولة. حمّل التطبيق الآن على هاتفك الذكي وابدأ استشارتك المجانية فورًا لمعرفة حقوقك والتزاماتك قبل اتخاذ أي خطوة:
استشارة قانونية مجانية
يقدم تطبيق استشارتي استشارات مجانية تماما بالاضافة الى خدمات رفع صحف دعوى ورفع للتنفيذ وتحرير اللوائح مع محامين مرخصين من وزارة العدل .
يقدم لك تطبيق استشارتي تجربة مميزة تجمع بين سرعة الاستجابة وموثوقية المشورة القانونية من محامين مرخّصين. سواءً كنت تريد معرفة المزيد عن إجراءات الطلاق في السعودية أو أي مسألة قانونية أخرى، ستحصل عبر التطبيق على استشارة مجانية تضعك على الطريق الصحيح وتجيب عن كافة استفساراتك.